الحرامية المتقرمطون
لاشك في ان (مصلحة الوطن) عبارة واسعة مثل ذمة المرابي,, ضيقة مثل ذاكرة العجوز، مطاطة مثل اللبان الامريكاني, وبعض الناس يعتقدون ان مصالحهم الشخصية جزء من مصلحة الوطن, تصوروا حضراتكم,, التقيت في سجن القناطر بحرامي عريق في عالم الاجرام,, الحرامي اياه راح يحكي للعبد لله تفاصيل عملية قام بها لسرقة احد البنوك, تصدق يا افندي احنا خرجنا من البنك والبوليس في كل ركن، لكن رحمة ربنا كبيرة وهربنا في ستر المهيمن! واذا كان الحال هكذا في عالم الحرامية، فما بالك بعالم السياسيين, اعرف حزبا فاشيا قتل من اعضائه اضعاف ما قتل من اعدائه ومع ذلك فهو يعلن في كل مناسبة انه ينفذ ارادة الله! واعرف نظاما مجنونا فعل كل ما يغضب الله ومع ذلك فهو النظام الوحيد الذي يتبع مشيئة الرحمن! ولدينا عدة احزاب كلها على صلة وكلها تعمل بمشيئته وكلها تعرف الوطن وتعرف مصلحته, وبهذا المنطق نفسه اعلن المسلمون القرامطة الحرب على كل المسلمين غير المتقرمطين! وقتلوا منهم الالوف وهدموا الكعبة المكرمة وسرقوا الحجر الاسود، واخذوا نساء المسلمين سبايا واستولوا على غلمانهم والحشاشون في ايران ارتكبوا كل الفظائع باسم الله واغتالوا مئات المسلمين على بركة الرحمن وباسم الله ايضا اعلنوا القيامة وازالوا الحدود واسقطوا الشريعة! ويا لها من حركة قرعة ان يدعي بعض الناس او بعض الاحزاب او بعض الحكومات ان الله معها وانه يقف في صفها,, والا فكيف انتصر لينين الشيوعي الملحد على القيصر المسيحي الطيب؟! ومن من البشر يستطيع ان يدعي انه وحده المعصوم من الخطأ، وانه وحده الذي يعمل باوامر السماء وانه وحده المكلف بتنفيذ شريعة السماء في الارض؟ الاكيد ان الله سبحانه وتعالى مع الجميع، مع اعمالهم الطيبة ونواياهم الخيرة ولكنه بالتأكيد ليس مع نزواتهم او رغباتهم ولا علاقة له بمصالحهم الشخصية لان كل شخص محاسب بعمله, ولكننا نحن البني ادميين نخلط بين مصالحنا ومصلحة الوطن ونخلط بين شريعتنا وشريعة السماء، وتختلط علينا الامور فلا نفرق بين ما نريده نحن وما تريد الالهة,, وزمان,, عندما كانت الحكومة هي ظل الله في الارض كانت ترتكب كل المعاصي باعتبارها مشيئة الرب,
محمود السعدني