الكاتبة السعودية قماشة العليان لـ
الجريدة: كتبت هذه الرواية وانا ابكي بتاريخ Wednesday, January 17 @ 14:58:40
EST |
قماشه العليان اديبه سعوديه احتلت مكانه متميزه لدى
متذوقي الادب في السعوديه وبرعت في كتابه الروايات والقصص
التي حملتها نبض المجتمع السودي المعاصر، وبرغم من ان
تخصصها كان علميا الا انها استطاعت ان تبهر القارىء وتنجح
في شده لقراءة رواياتها من اول سطر الى اخر سطر فازت
روايتها "عيون على السماء" بجائزة ابها للثقافه، وتستعد
الاوساط الادبيه حاليا لاستقبال روايتها القادمه " انثى
العنكبوت" ..زميلنا عبد الرحمن صقر التقى قماشه العليان في
الظهران وكان الحوار التالي:
البداية..ودور
الاهل * قماشه العليان والقلم هل لك أن تحدثينا عن
بداية تعانقهما مع بعضهما البعض؟ ** البدايات كانت مع
كل سنوات الدراسه كنت احب القراءه الحرة وكان يدور في نفسي
صراع بين القراءه والمواد الدراسيه وهوصراع اصبح تقليديا
في بيوتنا، فاذا رأى الاهل ابنائهم وبين يديهم كتاب خارجي
او مجله فهذا دليل في رأيهم على اضاعة الوقت وانصراف عن
الاهم حتى لو كان الابناء متفوقين فما بالكم بالامر مع
البنات؟! لكني كنت محظوظه فقد كانت اسرتي المحافظه تؤمن ان
للمرأه دورها الاساسي الى جوار زوجها وتربية ابنائها ولذلك
فانه من الواجب عليها حتى تكون مؤهله لهذا الدور ان تدرس
وتتعلم وتقرأ وان تكون حصيلتها الثقافيه والتربويه قادرة
على تحمل هذه المسئوليه فكانت لي كتابات كثيره بعضها على
شكل خواطر متناثره واغلبها على شكل قصص في نفس الوقت الذي
كنت أقرأ عشرات الكتب الادبيه والثقافيه والعلميه يؤازرني
ابي يرحمه الله . لم اكن اخطط او اتخيل او اسعى الى نشر
ماكتبت ..كل ماكان يحدث انني اكتب فاشعر بالراحه واكتب
فاشعر بالسعاده واكتب فاجدني هائمه في عوالم رائعه من
المتعة اللانهائيه..وفي بدايه دراستي الجامعيه وتخصصي
بالمناسبه كان علميا في الكيمياء كتبت قصه قصيره وارسلتها
الى احدى المجلات وفوجئت بها منشوره ..وكان ذلك اليوم
فاصلة في حياتي انطلقت من خلالها الى مسرح جامعة الملك
سعود حيث كنت اكتب المسرحيات وامثلها مع زميلاتي بتشجيع
واشراف استاذاتي ونلت عدة جوائز على ذلك ثم مرت السنوات
وتزوجت ووجدت في زوجي انمذجا رائعا من ابي شجعني وفتح
امامي كل ابواب الامل ومازال. سر التميز * حققت
نجاحا ملموسا تجلى واضحا في ازدياد مبيعات رواياتك حسب ما
أكدت بعض دور النشر من وجهة نظرك ما أسباب هذا
التميز؟ ** النجاح الذي حققه هو توفيق من الله اولا ومن
ثم كوني اعتمد الصدق نبراسا لي فلا اتعمد او ابالغ او احشو
في قصصي لكني اكتبها كما هي باحساسي الصادق بها واذكر ان
قصتي " لن يعيش لك طفل " كتبتها وانا ابكي. القضايا
النسائية * الطلاق" كتله من الحزن تحومين حولها في معظم
روايتك ما الذي يعنيه الطلاق لك؟ ثم ألا توجد قضايا نسائية
اكثر أهميه من الطلاق تحتاج إلى دعم قلمك؟ ** الطلاق
حاله شرعها الله سبحانه وتعالى عندما تتعذر الحياه بين
الزوجين لسبب او لاخر ولأنها من شرع الله وحكمه من حكم
الخالق فقد يسرت امورا كثيره واوجدت الحل لكثير من الطرق
الموصده ، وكوني اتطرق اليها في اغلب قصصي فلانني قصصيه
والقص فناختيار لقطات من الحياه وكل اديب ناجح في اعماقه
طبيب يبرز المرض ونتائجه وتأتي قدرته على ابراز العيوب
الاجتماعيه وتجسيم الاخطاء ..وهي عيوب قد يجهلها البعض لكن
الكثيرون يعرفونها وهي عيوب تحتاج لجرأة كاتب حتى يتحمل
مسئوليه مواجهة الناس بها. والهدف من ابراز هذه العيوب هو
ان يشعر الناس بان اخطائهم ليست فرديه بل هي اخطاء لها
اسبابها وظروفها داخل المجتمع ونشرها سيجعلهم يعرفونها
ويحاولون تلافيها، والكثير يتساءلون هل الكاتبه صاحبة
القصه ؟ وانا ارحب بالسؤال لان مجرد التسأول يعني ان القصه
قد نجحت في تصوير حاله معينه قائمه فعلا وهو نجاح يسعد به
كل كاتب قصه وقد كتبت عن قضايا مهمه موجوده بكثره في
مجتمعي كالطلاق والعقم وضياع الاطفال والتردد على السحره
والمشعوذين و.......الخ الرجل في روايات العليان *
الرجل في رواياتك يلبس دائما صوره الظالم الذي يخطئ ولو
كان ما يفعله صحيحا لماذا؟ ** الرجل هو ثلاثة ارباع
المجتمع وهو الاساس والاصل ورب البيت وصانع الحضاره
والتقدم وحامي الوطن وهو صاحب اهم واغلب صفحات التاريخ
الانساني وهو الذي يتقدم الصف وتقف خلفه المرأه مطيعه
ومحبه ومشجعه وكما اسلفت سابقا فليس معنى ان اكتب بعض
القصص صورت فيها الرجل ظالما للمرأه ان كل الرجال كذلك فقد
كتبت عن الرجل الحنون والرجل الذي يضحي والرجل المظلوم
والاب المكلوم والقصص غالبا لا تتناول سوى المأساه في حياة
البشر وليس معنى هذا انني معقدة من الرجل فانا ولله الحمد
أحيا حياه اسريه سعيده. قماشة العليان..والغرور *
يشيع البعض إن الغرور قد اخذ طريقه إليك ويستدلون على ذلك
بإصرارك إطلاق لقب أديبه على جميع أوراق مخاطباتك...فهل
وصلت إلى المستوى الذي ترين انك تستحقين فيه هذا
اللقب؟ ** الغرور كما قيل ويقال دائما هو مقبرة الابداع
ومن تواضع لله رفعه، وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم
" من كان في قلبه ذرة كبر لا يدخل الجنه ولا يجد ريحها" ،
واعتقد ان من يعرفونني جيدا يدركون اني من اكثر الناس
تواضعا ومن يدرك عظمة الله حقا وصدقا فسيعرف انه لاشيء
مهما كبر وتعاظم، اما من حيث لقب اديبه فقد اكتسته من خلال
ممارستي للادب فانا اكتب القصه القصيره والمقال والروايه
والمسرحيه فاذا لم يطلق علي لقب اديبه اذن ماهو اللقب
المناسب برأيك قماشة العليان الصحفية * مارست أخيرا
الركض الصحفي كرئيسة تحرير لمجلة حياتنا الصحية كيف تجدين
هذا النوع من الكتابة والإشراف التحريري؟ ** ان الكتابه
بكل انواعها هي عشقي الدائم وهوايتي التي امارسها بكل الحب
والامل ولم امارس الصحافه كما تقول فقد اصدرت قبل مايقارب
الستة سنوات دوريه تصدر من احدى مدارس الخبر حيث كنت اعمل
ثم توقفت لظروف انتاجيه ايضا كتبت مقالات في مجلة كل
الاسره الامارتيه لفتره طويله ومجلة الشرق السعوديه وغيرها
اما عملي الحالي كرئيسه تحريرلمجلة حياتنا الصحيه فهو ثمرة
جهودي وعشقي لهذا الامر ثم انها تابعه لمكان عملي وقد
استلمتها نشرة صغيره بالابيض والاسود وطورتها حتى اصبحت
كما هي عليه الان *ألا تخافين أن يسلبك العمل الصحفي من
الكتابات ألادبيه؟ ** انا لا امارس عملا روتنيا مكروها
بالنسبه الي لكنه عملا احببته بكل كياني وامارسه الان كعمل
وهوايه في نفس الوقت ولن يسلبني ان شاء الله كتاباتي
الادبيه لانها كالدم الذي يسري في شراييني عيون على
السماء * "عيون على السماء" رواية حصلت على الجائزة
الأولى من مهرجان أبها كيف تقيمين نجاح الرواية وما ردود
فعل القراء؟ ** عيون على السماء روايه تتناول احداثا
اجتماعيه وعاطفيه في فترة عارضه وقاسيه لدولة الكويت
الشقيقه وقد وقعت احداثها خلال ازمة الكويت ولست ناقدة
لاقيم الروايه لكنها ككل اعمالي تنبض بالصدق الملتحم
بالواقع المعاش وان نجاح هذه الروايه هو تاكيد على اني
اسير على الطريق الصحيح وحلمي ان اواصل الكفاح واشق طريقي
بسلاح الكلمه الصادقه والاجتهاد اما قرائي الاعزاء فقد
تقبلوا عملي هذا كما تقبلوا اعمالي السابقه بكل الحب
والاحتفاء ولايسعني الا ان اعدهم بان اكون عند حسن ظنهم
بي جديد العليان * ما جديد قماشه العليان؟ **
جديدي مسرحيتان ورواية انثى العنكبوت ..المسرحيه الاولى
"العروس اليمامه" وقد كتبتها بمناسبة اختيار الرياض عاصمة
للثقافه العربيه وقد كتبتها باللهجه النجديه الصميمه وقد
اشاد بها الكثير من النقاد لكنها لم تنفذ حتى الان
..المسرحيه الثانيه "شعاع من الضوء" وهي بالفصحى اما روايه
انثى العنكبوت فاتمنى ان تكون نقله كبرى في حياتي الادبيه
لجرأتها وا سلوبها الجديد في الطرح القاريء
المستهدف * هناك من يرى انك تحاولين جذب فئه معينه من
الشباب لقراءة رواياتك بعرض فترات زمنيه مثيره لبطلات
روايتك ويدللون على ذلك بانك تختارين اكثر مواقف الروايات
اثاره لعرضها على الغلاف الخارجي الاخير لرواياتك. فماردك
على هذه الاتهامات؟ ** لقد كتبت مجموعتي القصصيه" خطأ
في حياتي" وانا لا ازال في الثامنه عشر من عمري وتتابعت
قصصي ورواياتي وانا في العشرينات فهذه الفترات الزمنيه
التي تتحدث عنها هي فترات حياتي التي اعيشها واحياها فلا
استطيع ان اكتب قصص عن نساء في منتصف الثلاثينات او
الاربعينات وانا لم اعش تلك المرحله بعد رغم انني كتبت
وحاولت واجتهدت لكن المرحله التي اعيشها هي الغالبه هذا
شيء لا ارادة لي فيه وقد تحدث عن الصدق في العمل الفني
وهذا هو منتهى الصدق والتوحد وعندما كتبت فرانسوا ساجان
روايتها " مرحبا ايتها الاحزان" لم يتهمها احد بانها تكتب
للمراهقه او لمرحلة معينه ربما لانهم اكثروعيا وتفتحا
وثقافه وربما لاسباب اخرى لا يعلمها احد سوى الله اما حول
اختيار مواقف معينه للاغلفه فهذا السؤال يوجه لذوي
الاختصاص لان عملي ينتهي بمجرد كتابة
الروايه. طموحاتك؟ * طموحاتك هل حققتيها وما هي
ملامح حدودها؟ايضا ماهي المحطات التي توقفتي عندها في
حياتك؟ ** محطات كثيره تمر على الانسان ويقف عندها
يائسا او متفائلا سعيدا وفي كلا الحالتين لاشيء يوقفني عن
الاستمرار والمثابره اما طموخاتي فلا حد لها وهي تبدأ من
اسرتي الصغيره لتمتد لتلامس الافق الذي لا افق بعده
..طموحاتي ان تصبح لكلماتي دورها في ابراز الحياه
الاجتماعيه لوطني وحقق المزيد من التقدم لبلدي المعطاء وان
اعطي وطني والعالم العربي وربما الغربي ايضا ما أوكد به ان
المرأه في بلادنا جزء فعال من حركة الفكر والثقافه.
| |
|
|
مقالات
ومقابلات
|

|
|